الثلاثاء، 21 يوليو 2020



قصيدة الصادحون 
د. ابراهيم مصطفى الحمد


السارقونَ جميعُهمْ أمواتُ 
            لا حيَّ إلا هذه الأصواتُ

تأتي من الحلُمِ المغامرِ والندى
          وتعيشُ وهي بنفسها تقتاتُ

لكنّها قمراءُ رغمَ  مصارعِ
      الأحلامِ تُمطرها غدًا غيماتُ

ما زالت الحُفَرُ اللعينةُ تحتفي
        مزكومةً تعوي بها سعلاةُ

مازال عُبّادُ الكراسي لم يَعوا
        أنَّ العراقَ بجمرِهِمْ مِقلاةُ

والهائلونَ الغاضبونَ الصادحونَ
     على معارجِ  صبرِهِمْ أشتاتُ

بأبي ترابٍ عزمُهُمْ يشوي المَدى
       وعلى هُدَاهُ تنهضُ الفلواتُ

وبسيِّدِ الشهداءِ شدّوا صبحَهُمْ
   فأضاءَتِ  الصرخاتُ والثوراتُ

جاؤوا من الطينِ المُدَجَّجِ بالمُنى
          فتخالطَ الأحياءُ والأمواتُ

أعني إذا ماتَ العزيزُ فصوتُهُ
        شجرٌ  وشمسٌ حُرَّةٌ وحياةُ

هيهاتَ يبني الرأسَ ذيلٌ إنما
        لابد من رأسٍ  بنَتْهُ الذاتُ

يا أرضُ نخلاتُ العراقِ  كريمةٌ
        فإلامَ تُخذَلُ  هذهِ  النخلاتُ

شيعيةٌ بحنينِها سنيةٌ ببهائها
  كرديةٌ بجمالِها ومسيحُها المرآةُ

أذواقَ صابئةٍ وكلدانِ  وإيزيدٍ بها 
     وندى تركمانٍ  هي القَسَماتُ

ما ماتَ إنكيدو هنا من دَمِّهِ
         تختالُ دجلةُ حرةً وفراتُ

من مائها خرجَ الرجالُ رؤوسُهم
    بالشمسِ  إنَّ خروجَهمْ ميقاتُ
0 تعليقات على " قصيدة الصادحون "

جميع الحقوق محفوظة ل مدونة الدكتور إبراهيم الحمد