الخميس، 12 فبراير 2015






الورد والضياع

حدثيني وحطّمي لي سكوني
وأقيمي حبيبتي في عيوني

تسكن الريحُ غربتي فامنحيني
دفءَ عينيكِ وانهضي من جفوني

أي فجرٍ يجيئُني من غرامٍ
يحمل البحرَ في كفوف الجنونِ

حدثيني انا اغتراب قديمٌ
يتجلى في أخريات القرون

انت والورد قصتا كل عشق
وانبهار الوجود في كل حين

ثملاتٌ حروف عشقي وإني
بينها هامدٌ كطفلٍ حزينِ

ارقبُ الباب علّ عينيك يأتي
منهما بارق الهوى يحتويني

مزقتني سنين عمري فجئتُ
نحوَ عينيكِ هارباً من سنيني

طفلةَ الوردِ كل شيءٍ جميلٍ
صارَ يعنيكِ باختزالٍ أمينِ

والتفاصيلُ كلها والمرايا
والأحاديث في جميع الشؤونِ

صرتِ فيها ملامحُ الورد عادتْ
بهواكِ جديدةَ التكوينِ

صارَ قلبي كقلبِ طفلٍ صغيرٍ
حيث تبكيهِ هَيّناتُ الشجونِ

فامنحيني مسافة العشقِ لما
تتهجّاكِ نظرتي أو حنيني

انت حقل الورودِ كلُّ انتهاءٍ
إليكِ فرضٌ لخالداتِ اللحونِ

حدثيني عن كل شيءٍ فإني
من جحيمي اريدُ ان تنقذيني

مزقتني حروُبهم والسواري
تُرّهاتٌ تقودنُا للمنونِ

وحدكِ الآن بين كل المعاني
صرخةُ الضوءِ وسط هذي الدجونِ

انا ذا هاربٌ من بلادي اليكِ
من بلادٍ من نارها لا تقيني

وطني ضائعٌ وبيتي نثارٌ
وفؤادي مثابةٌ للظنونِ

فإذا عدتُ منهكاً من ظنوني
ونما اليأسُ فوق كل الغصونِ

فامنحي القلب فسحةً من غرامٍ
رُبَّ عشقٍ يكونُ بيتاً فكوني

0 تعليقات على " قصيدة الورد والضياع للشاعر الدكتور ابراهيم مصطفى الحمد "

جميع الحقوق محفوظة ل مدونة الدكتور إبراهيم الحمد