الأربعاء، 27 يناير 2021




 مطر أضاع ثيابَه

عيناكِ بسملةٌ ببابِ دعائي

أو شمسُ تموزٍ بقلبِ شتاءِ


مُذْ أغرتاني بالصعودِ إليهما

إني اتخذتُ إليهما إسرائي


فأذابتا  ثلجي ببرقٍ هائلٍ

وتَولّتا بَعثي بغيرِ عناءِ


فأقمتُ صرحي قُبلةً أُظمى بِها

لِتقولَ كُلُّ جوارحي : حوائي


أنا ها هنا مطرٌ  أضاعَ ثيابَهُ

فاحتاجَ مِما احتاجَهُ للماءِ


فلتعصري عنبَ اللقاء وتسكبي

خمرَ الدلالِ  وتوقدي إغوائي


يَتُها  التي ارتبكَ الوجودُ بنظرةٍ

منها وهامَ بغربةِ الأسماءِ


لا لونَ يُنبئُني بصوتِ عيونِها

لمّا حكاها باذخُ اللألاءِ


نثرتْ كرستالَ ابتسامةِ ثغرِها

وتَوَهَّجتْ شجرًا مِنَ الأصداءِ


وسَعتْ مِنَ الدَّنتيلِ  تلكَ الْـ(هَيتَ لَكْ)

لتفِرَّ منّي شهقتي : سمرائي


نهداكِ قُمريّانِ فاضا أنجمًا

وأنا فقدتُ أصابعي وسمائي


وسَمعتُ .همسَ الحُلمتَينِ بأضلعي

يَستمرئانِ  النقرَ في أحشائي


النورُ مِنْ عينيكِ أعشى رغبتي

فتورّطتْ بظلامها  صحرائي


هي غُربةُ الوجعِ اللذيذِ تَصاعدتْ

 بَوحًا يُسافرُ  كاللظى بدمائي



————-

د. ابراهيم مصطفى الحمد

0 تعليقات على " قصيدة : مطر أضاع ثيابَه - د.ابراهيم مصطفى الحمد "

جميع الحقوق محفوظة ل مدونة الدكتور إبراهيم الحمد